ياله من حظ جيد أننا عثرنا عليه

في أحد أيام السبت عندما كنت بسن خمسة إلى ستة سنوات، هرب أخي توفه مني.
وقد حدث في بعض الأحيان أن يقوم بالاختفاء دون أن يقول أي شيء.
وقفت أمي فجأة في الحديقة.
وقاطعتني أنا وأولاد الجيران عندما كنا نلعب في صندوق الرمال.
- هل توفه معكم؟، سألة لنا.
التقت عينانا ثم هزت رأسها.
نظرت حولها بسرعة على الأطفال الآخرين الذين خرجوا بحذر من صندوق الرمال وسيارات اللعب.
وعندما عادت لتلقي نظرة عليّ، نظرت إلى الرمل بعينان تشوبها الخجل، وأجبت متأخراً قليلاً، «لقد كان هنا للتو».
ظهر القلق على وجه الأم.
أخذت بضع خطوات سريعة نحو البوابة لرؤية إذا كان موجوداً في الشقة.
لقد كان في إمكانه الدخول بالطبع.
عما قريب ستعود مرة أخرى.
كان والدي هناك أيضاً
وبدأوا بالنداء عليه باسمه، وبحثوا في أرجاء الحديقة.
انضم جيران آخرون، بالغين وأطفال، من أجل البحث.
حتى أنني بدأت في النداء والبحث عنه.
تخيل لو لم نعثر عليه، إذا اختفى ولم يرجع مرة أخرى؟
وفكرت، كان ينبغي علي أن أراقبه بشكل أفضل.
وصل القلق إلى المعدة، وصاح بصوت أعلى.
وفي نفس الوقت بدأت في التخيل.
واختفى، كيف ستكون الحياة إذن؟
سأصبح الطفل الوحيد فجأة - سوف يكون لدى والدي اكثير من الوقت لإعطائي إياه.
ولكن الجميع سيحزنون بالطبع، لم يكن الأمر جيداً.
- توفه!
ناديت وناديت.
تخليت عن الأفكار السيئة ونادين بصوت مرتفع وبوضوح، ومشيت بجانب والدي وبحثت.
كان جالساً خلف صخرة في الغابة التي كانت موجودة بجوار منزل في المكان الذي كنا نعيش به.
- لا ينبغي عليك الذهاب إلى أي مكان دون أن تخبرنا بذلك أولاً، قالتها الأم واحتضنته.
بدا على توفه علامات الاستفهام، ولم يعرف أنه كان مختفياً.
أنا وقفت بجوارهم، ونظرت إلى توفه ووالداي ولم اتجرأ على قول ما أفكر به.
- ياله من حظ جيد أننا عثرنا عليه، قلت ذلك ولم يستمع إليّ أي شخص آخر.
شعرت براحة للعثور عليه، وكنت سعيداً لعودته.
ولكني فهمت أيضا الأمر الذي لا مفر منه، وهو سوف تستمر حياتنا العائلية حول دائرة توفه واحتياجاته.

/فرانك، 41 سنة الآن، يتحدث عن ذكرى عندما كان بسن 5 سنوات.
فرانك هو الأخ الأصغر لتوفه الذي كان يعاني من متلازمة داون، والذي هرب عدة مرات خلال نشأته.

Snackeboda. Bild på en "prata"